"سأنتقم منك اليوم أو غدا " !!
"سآخذ بثأري منك طال الزمن أو قصر "!!
"سأريك من أنا ..."!!....
وغيرها الكثير من الجمل والعبارات التي ألفنا سماعها وربما التفوه بها أيضا لأنها مزدهرة أيّما إزدهار ويحدث أن تتعدى كونها أقوالا لتصبح ممارسة وأفعالا.
إنها تدلّ على الروح الإنتقامية التي سكنت النفوس وعششت في العقول فأصبح الواحد منّا يحتاج إلى ردة فعل إنتقامية شرسة ليثبت وجوده وقوة شخصيته أو هكذا يهيأ له والطامة الكبرى أن المجتمع يصفق له مشجعا لأنه يرى التسامح ضعفا والإنتقام ورد السيئة بمثلها أو بأكبر منها ـ إن إستطاع إلى ذلك سبيلا ـ دليل قوة يثير ويستحق الإعجاب!!
وما يثير الحيرة والإستغراب في زمننا هذا أننا نلجأ للإنتقام حتى ممّن لم يسئ إلينا فترى الشاب يتوّعد الفتاة بتشويه سمعتها وقد يفعل لأنها تعففت عنه ورفضته وترى الطالب يفعل نفس الشيئ مع أستاذ له لا ذنب له سوى أنه رفض مجاملته برفع رصيده من النقاط !!!...
متناسين أن الإنتقام دوامة لا تنتهي وقل أن يخرج منها من ولجها سالما.
تساؤلاتي :
لنفرض أن أحدهم أساء إلينا فعلا أليس كبح جماح الإنتقام
أكبر إنتصار عليه؟
أليست القوة الحقيقية في نقيضه : التسامح؟
مساحة حرة لقلمك...